بيان بشأن ما يحدث في البلاد العربية وبعض البلاد الإسلامية
بيان 1: الدورة الحادية والعشرون 2013
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في دورته الحادية والعشرين بمدينة الرياض (المملكة العربية السعودية) من: 15 إلى 19 محرم 1435هـ، الموافق: 18– 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013م، باعتباره مرجعية فقهية للأمة الإسلامية، واستشعارا منه لمسؤولياته، وانطلاقا من واجبه نحو الأمة، تجاه ما يواجهها من تحديات وأخطار، وبخاصة فيما يحدث في البلاد العربية وبعض البلاد الإسلامية،
وإذ يتابع المجمع ويرصد ما يجري على الساحة العربية والإسلامية في العديد من الدول الإسلامية من تقاتل وصراع وفتن وتحديات تكاد تعصف بالأمة، وتهدد كيانها ووحدتها وأمنها واقتصادها ومقوماتها بما يجعل الشعوب تئن تحت وطأة الظلم والجوع والخوف والفرقة وضعف السلطة، وتوقف الحياة، وتُحدث اضطراباً في النظام والأمن.
وانطلاقاً من واجب المجمع تجاه الأمة الإسلامية، وبناء على ما صدر عن المجمع في دوراته السابقة وبالخصوص ما ورد في دورته العشرين التي انعقدت بمدينة وهران (الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية) في الفترة من 26 من شوال إلى 2 من ذي القعدة 1433هـ، الموافق 13-18 سبتمبر 2012م بشأن سوريا، فإننا نوجه نداءنا التالي لأبناء الأمة وقادتها وعلمائها وأولي الأمر فيها خاصة في تلك الدول والمجتمعات التي تعاني من هذه الفتن والصراعات:
أولاً: التأكيد على حرمة الدماء، والحفاظ على حرمة المسلم، وعدم الجرأة على التعدي على الناس انطلاقاً من قوله تعالى: (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، وقوله (عليه الصلاة والسلام): “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه …”.
ثانياً: التأكيد على وحدة الأمة الإسلامية وسلامة أراضيها، وعدم المساعدة والإسهام في تفتيت وحدة هذه الدول والمجتمعات والتأكيد على الوحدة الوطنية التي تضمن تماسك البلاد وقوتها وتمنع الصراع الداخلي فيها.
ثالثاً: ضرورة الارتقاء بالوعي لدى جميع الفئات في المجتمعات العربية والإسلامية، لتفويت الفرصة على أعداء الأمة والمتربصين بها وإحباط مخططاتهم لتفتيت الأمة وشغلها بالقضايا الداخلية عن قضايا الأمة الكبرى.
رابعاً: التأكيد على أسلوب الحوار حسبما جاء في القرار ذي الرقم: 182 (8/19) وسيلة لفض الخلافات والنزاعات السياسية وفي العلاقة بين القيادات الحاكمة والرعية والأحزاب المختلفة، وعدم اللجوء إلى العنف والقوة والسلاح بين أبناء الأمة والبلد الواحد، والابتعاد عن التعصب والطائفية والحزبية الضيقة.
خامساً: التأكيد على أحقية الشعوب في العدل والقسط والشورى والتعاون وتأمين الحياة الكريمة بين جميع فئاتها لتحقيق المقاصد العليا للأمة.
سادساً: وجوب الوقوف إلى جانب الشعوب المستضعفة التي تعاني ألواناً من الظلم والتقاتل والعنف وانعدام الأمن فالمؤمنون أخوة لقوله سبحانه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).
سابعاً: التأكيد على حق الشعوب في الحرية وتغيير المنكرات والأمر بالمعروف بالوسائل السلمية المنضبطة بالضوابط الشرعية.
وإن المجمع ليناشد أبناء الأمة قياداتٍ وشعوباً وقوى سياسية وعلماء ومفكرين للوقوف صفاً واحداً لدرء المخاطر التي تحيط بهم، لتعود بلادهم إلى أداء دورها المنوط بها تجاه الأمة.
والمجمع باعتباره مؤسسة دولية منبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي يناشد قادة الدول للتعاون وتكثيف جهودهم لرأب الصدع والعمل على رفع الظلم وإحلال الأمن في تلك المجتمعات التي فقدت الأمن والأمان.
نسأل الله تعالى أن يحفظ أمتنا من كل سوء وأن يهيئ لها من أمرها رشدا. إنه ولي التوفيق.