قضايا التعليم والتربيةمال و أعمال

القروض للحصول على التعليم

قرار رقم 2 الندوة الفقهية الثامنة عشرة 2009

إن التعليم والتربية من الحوائج البشرية الأساسية، وقد شجع الإسلام كل علم نافع، فتلبية لهذه الحاجة الماسة يجب على كل فرد ومجتمع وحكومة أن تمثل دورها المطلوب. فنظراً إلى ذلك تتطلب الندوة من الحكومة:

إن التعليم في بلادنا قد أصبح الآن غالياً إلى حد أنه قد أصبح من الصعب جداً للمواطنين الفقراء وخاصة أغلبية المسلمين المتخلفة اقتصادياً الحصول على التعليم العالي. وبما أن بلادنا مهد للعديد من الديانات واللغات والثقافات فلا يحسن أن تظل مجموعة كبيرة من سكانها متخلفة، لأن تخلفها سيعرقل تنمية البلاد، فالحكومة مسؤولة عن القيام بدورها الفعال المؤثر لمحو التخلف التعليمي السائد بين المسلمين. فمن مصلحتها إعطاء الطلبة المسلمين منحات دراسية معقولة وتسهيل شروط الحصول عليها.

وتلفت هذه الندوة أنظار المسلمين إلى الأمور التالية:

أولاً:   يجب عليهم أن يعطوا تعليم الأطفال أولوية قصوى، وينفقوا من أجل ذلك نصيبا ملحوظا من دخلهم.

ثانياً: ونظراً إلى ضرورات الجيل الجديد في مجال التعليم ينبغي للمسلمين إنشاء مراكز المعلومات في جميع أرجاء البلاد، على المستوى الإقليمي والوطني لجعل الجيل الجديد مطلعا على فرص التعليم العالي وخطط الحكومة الخاصة بالتعاون المالي في مجال التعليم في داخل البلاد وخارجها.

ثالثاً: وينبغي للمسلمين إقامة الروابط بين المؤسسات والمنظمات التي توفر المنحات الدراسية لغرض الحصول على التعليم العالي في التخصصات للعلوم والآداب، لكي تتعاون فيما بينها وتتبادل المعلومات والخبرات، ولكي يتسنى للطلبة الحصول على المنح الدراسية.

رابعاً:    حتاجون إلى المساعدات المالية من الحصول على التعليم العالي.

خامساً: وينبغي لكبار أصحاب العلم والفن والمهنيين وبخاصّة المتقاعدون منهم أن يقوموا بتوجيه الجيل الجديد بمواهبهم وخبراتهم.

سادساً وينبغي للمؤسسات التعليمية العصرية للمسلمين إعفاء الطلبة من التبرعات اللازمة الغير شرعية وتقليل النفقات تيسيراً وتسهيلاً لهم، علما أن هذه التبرعات اللازمة ليست غير إسلامية فقط في طبيعتها، بل هي عملية تنافي الإنسانية.

وتوصي الندوة الطلبة والطالبات بأن:

الأول: العلم ضالة المؤمن فينبغي لهم أن يحصلوا على العلوم المهنية بنية خدمة البشرية.

الثاني: ويجب على الطلبة والطالبات من المسلمين أن يجتهدوا ويسابقوا في دراساتهم متمسكين بهويتهم الدينية وشعارهم الإسلامي.

الثالث:وينبغي للطلبة والطالبات أن يحاولوا الحصول على المنح الدراسية والقروض اللاربوية حسب ضرورتهم لتحمل نفقاتهم التعليمية، وأن يبذلوا قصارى جهودهم لمواصلة دراستهم.

الرابع: بما أن الشريعة الإسلامية تعتبر أخذ القروض الربوية حراماً كما تعتبر مجرد أخذ الربا حراماً، لذا لا يجوز الحصول على القروض الربوية للتعليم بشكل أساسي، إلا أن الطلبة الذين هم ضعفاء مالياً، ولا يمكن لهم الحصول على القروض اللاربوية، ويخشون أنهم سيكونون محرومين من تعليمهم المرغوب فيه، فينبغي لهم أن يتصلوا بأي عالم متخصص في الإفتاء. ويبينوا له أحوالهم ويعملوا حسب مشورته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى