السياسة الشرعية

إعلان التضامن الإسلامي

قرار رقم 5 الندوة الفقهية العاشرة 1997

في هذه الآونة تحيط بالمسلمين الهنود مشاكل متنوعة، أهمها الحفاظ على هويتهم الثقافية والدينية في البيئة الهندية المعاصرة، ونقل هذه الهوية إلى الجيل الجديد، وهذه المسؤولية تعود على الجميع ليكون الإسلام مرفوع الرأس ومرفرف الراية، ولكي ينتفع بوجودنا إخواننا المواطنون كذلك.

ولإنجاز هذا الغرض الأساسي والمهم، علينا أن نعتصم بحبل الله ونغض النظر عن فوارق الأسرة والقبيلة والمذهب والطائفية، ونقضي على التفرقة العنصرية، وفوارق اللغة والمنطقة، ونتيقن جازمين أن الوحدة والتضامن هو الحياة، والشقاق والخلاف هو الموت، ولكن ما يبعث على الأسف هو الشعور القوي منذ أيام بأن المسلمين الهنود قد انحرفوا عن طريق الحياة، طريق الوحدة والتضامن، واندفعوا نحو طريق الموت والشقاق والخلاف، مما يشكل خطراً بالغاً لحياتنا الإسلامية والدينية، ونظراً إلى مثل هذه الأحوال نهض المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، في جلسته المنعقدة في فترة ما بين 24- 28 صفر 1408هـ مناشداً جميع المسلمين في العالم كله للأخوّة والوحدة، وأن لا تنفلت من أيديهم عروة الوسطية والتوازن في خلافاتهم المذهبية والفقهية، وأن لا تؤدي تصرفاتهم إلى جرح مشاعر الآخرين.

فتعالوا نقم بتجديد درسنا السابق:

إننا نحن عباد الله الواحد، نؤمن بأن محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، ونؤمن بأن القرآن آخر كتاب أنزله الله، حينما نصلي لا نجعل قبلتنا إلا إلى الكعبة، وديننا “الإسلام” الذي ارتضاه الله إلى يوم القيامة، واتبعنا دين الإسلام للنجاة.

لذا نتعاهد على الأمور التالية:

أولاً:  علينا جميعاً أن نبقى أمة واحدة بصرف النظر عن الخلافات الاجتماعية والمذهبية والقبلية، ونكون أسوة لغيرنا في المساواة والأخوّة الإسلامية في حياتنا العملية.

ثانياً:  أن لا يؤدي اختلافنا في المذاهب والاتجاهات إلى تشتيت وتفريق وحدتنا بل يجب أن يقتصر هذا الاختلاف في حدود البحث والتحقيق فقط.

ثالثاً: أن نحترم أئمة المذاهب الفقهية جميعاً بدون التفريق، ونتجنب الأقاويل التي تسيء إليهم أو تنال من عرضهم.

رابعاً:  كما يجب أن يحترم بعضنا بعضاً، ولا نستهزىء بأحد من المسلمين، ولا نسخر من أحد، ونلتزم بتعاليم الدين الحنيف في ذلك، ونقوم بحفظ أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم.

خامساً:  أن نتعاون فيما بيننا في الأعمال الخيرية والدينية، ونحترز  من الافتراء على أحد، أو إدلاء بتصريحات في الجرائد والمجلات أو إصدار النشرات ضد أحد، ونثبت في حياتنا أننا متحدون، وكل منا رفيقُ بعضٍ لا فريق مخالف له، ونتعاون فيما نتفق عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف فيه.

سادساً:أن نقوم بحلّ قضايانا الخلافية عن طريق الحوار فيما بين أنفسنا، وحيث توجد دور القضاء نرفع قضايانا إليها.

سابعاً: أن تكون حياتنا مثالاً رائعاً للصبر والتحمل، ويكون تعاملنا على أسس التعاون، وأن نبذل جميع ما في وسعنا في توحيد صفوف المسلمين وجمع شملهم وعدم إثارة النوازع العرقية أو المذهبية بينهم، لأنه يؤدي إلى هزّ كيان المسلمين.

ثامناً: أن لا نعتبر الاختلاف في الفروع والجزئيات اختلاف عقيدة، ونكون في حياتنا الدينية والاجتماعية كالبنيان المرصوص، الذي يشد بعضه بعضاً.

تاسعاً:هناك بعض الطوائف المتطرفة والقوى المستغلة سياسياً تقوم بتفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم تحت مؤامرة منظمة، ونحن نصمم على قمع هذه الدسائس واستئصال المؤامرات بالفراسة الإيمانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى